كيالي : تشيكن هاوس قصة نجاح مميزة

الأحد
19.10.2025
مهاب كيالي الرئيس المؤسس: "تشيكن هاوس" قصة نجاح روسية في صناعة الوجبات السريعة
 

انطلقت مسيرة "تشيكن هاوس" في عام 2004، حين افتتح المؤسس مهاب كيالي وأخيه إياد كيالي ،أول فروع السلسلة في مدينة تفير. وبحلول نهاية عام 2019، توسعت العلامة لتضم 19 مطعمًا منتشرة في مختلف أنحاء روسيا. وتعكس ثقافة الشركة مستوى التميز في تعاملها مع الضيوف، وأجواء العمل الإيجابية، إضافة إلى الجودة العالية في جميع أنشطتها.

في اللقاء التالي مع المؤسس مهاب كيالي نستعرض هذه التجربة الناجحة وخططها المستقبلية..

 كيف بدأت فكرة تأسيس مطعم "تشيكن هاوس" وما الذي ألهمكم لذلك؟

 بدأت فكرة تأسيس "تشيكن هاوس" قبل 21 سنة. كان المؤسس رجل أعمال لديه تجارة خارجية بين هنغاريا وروسيا. وعلى الرغم من أن شهادته العليا هي طبيب أسنان ، فقد كان رجلاً إدارياً ولديه فكرة عن التصنيع والاقتصاد والتجارة. الفكرة الأساسية للوجبات السريعة نشأت من ملاحظة أن نمط الحياة الحديثة في العصر الحالي يفرض على المجتمع تناول الطعام خارج المنزل وفي المطاعم السريعة. كانت الفكرة هي صنع "فاست فود" (طعام سريع) لكنه صحي 100% في الوقت نفسه، وقد ولدت ونجحت هذه الفكرة في روسيا. كان الهدف هو أن يكون الخبز    غير محتوي على الهرمونات والمواد الحافظة التي تضمن بقاءه لأشهر عديدة في السوبرماركت والثلاجات. كما تم استبدال العصائر (مثل البيبسي والكوكاكولا) ببدائل صحية كشراب الكرز وشرابات أخرى. الفكرة الأساسية هي تقديم أكل صحي وطبيعي يُصنع أمام الزبون، وتحقيق هذا الأكل الصحي جداً بتكنولوجيا عالية تضمن سرعة الخدمة، حيث لا تتجاوز دقيقة ونصف إلى دقيقتين في خدمة السيارة، ومن 3 إلى 5 دقائق داخل قاعة المطعم.

 كيف تصفون تجربة الزبون المثالية في مطاعمكم؟

 يختار الزبون المكان الذي يكون فيه الأكل لذيذاً جداً، ويشعر بمتعة أثناء تناوله. يجب أن يكون التغليف (العبوة) جميلاً وحضارياً، والأكل صحياً في الوقت نفسه. إذا تناول الزبون الطعام وشعر براحة عادية، دون تعب أو ثقل في معدته، فإنه سيعود تلقائياً. وهذا هو سبب النجاح، إذ أن عدد الطلبات في "تشيكن هاوس" في بعض المدن يتجاوز بكثير عدد طلبات ماكدونالدز. الزبون الذي يأكل في مطاعم الفاست فود الأخرى، حتى لو كان مقتنعاً بالعلامة المشهورة، فإنه يعرف ضمنياً أن الطعام ثقيل وقد يشعر بآثار جانبية مثل ثقل البطن والإزعاجات.

 كم عدد الفروع التي تمتلكونها اليوم؟

 يبلغ عدد الفروع 25 فرعاً. وقد ظل العمل تجارة عائلية بعيدة عن القروض والأموال المشبوهة. على الرغم من تلقي عروض ضخمة، فقد تم رفضها خوفاً من الله والمجتمع وتجنباً للإيجارات الضخمة في روسيا. كان الهدف هو إنشاء محل واحد كل سنة، يتميز بالكمال والمثالية.

 ما هي أبرز التحديات التي واجهتموها خلال رحلة النمو؟

 التحدي الأكبر كان تقبل الزبون والمجتمع لفلسفة العمل الجديدة. لكن المشكلة الأكبر كانت الدخول إلى المدن الكبرى مثل موسكو. في المدن الكبرى، تكون أرقام الإيجار أو ثمن العقار خيالية. للدخول إلى هذه المدن الضخمة، لا يمكن الدخول بضعف، بل يجب الدخول بقوة، وهذا يتطلب دعاية ضخمة جداً ومكلفة، ورأس مال كبير جداً. وهذا يمثل أكبر صعوبة تواجهنا حالياً.

 هل تفكرون في تقديم نموذج الامتياز (Franchise) في دول أخرى، وما هي الدول التي تفكرون في البدء بها؟

 نعم، لدينا تجربة ناجحة وممتازة تمتد لأكثر من 20 سنة. "تشيكن هاوس" حاز على اعتراف الدولة الروسية في المسابقات كأفضل فاست فود في روسيا في السنوات الأربع الأخيرة. الوقت قد حان لنقل هذه التجربة إلى الوطن العربي والشرق الأوسط. على الرغم من وجود منافسة ضخمة في البلدان العربية، إلا أن الفرصة سانحة، خصوصاً في دول مثل مصر. نهدف إلى الدخول إلى الشرق الأوسط مستفيدين من نزعات المقاطعة ضد العلامات الأمريكية.

 ما هي متطلباتكم لدخول سوق مثل المملكة العربية السعودية؟

 إذا تم تأسيس معمل (مطبخ مثالي بمساحة تزيد عن 1000 متر مربع) يتضمن تجهيزات اللحوم والمخبز في السعودية، فإن ذلك سيسمح لأي شاب صغير بفتح مطعم ضخم، أو فود كورت، أو محلات صغيرة بمبالغ صغيرة. يجب أن تكون قيمة شراء الفرنشايز صغيرة ليتمكن أي بزنس صغير من الشراء والتوسع. في الشرق الأوسط والسعودية تحديداً، يجب أن يكون الشراء متاحاً للأشخاص محدودي الدخل، الذين يمكنهم دفع مبلغ ليس بكبير مثل 200,000 إلى 300,000 دولار. يجب أن نكون نحن والسعوديون شركاء، أو يكون السعوديون معنا، أو أن تكون الفرانشايز سوبر. الهدف هو إتاحة الفرصة للشباب وللأعمال الصغيرة لشراء كميات بسيطة من الفرنشايز والعمل فيها.

 ما هي المنتجات الأكثر شعبية لدى الزبائن؟

 المنتجات الأكثر شعبية تختلف حسب البلد أو المدينة التي ندخلها. على سبيل المثال، في مدينة أباكان (قرب حدود الصين)، رفض الزبائن الهامبرجر والكامبرجر، وكان اتجاههم الأساسي نحو قطع الدجاج. بينما في منطقة أخرى بالاورال، كانت الفروع الثلاثة تتقبل الهامبرجرات فقط، ولا يريدون قطع الدجاج. عند دخول أي سوق جديد، يجب التكيف مع ما يريده الزبون. على سبيل المثال، الزبون في البلد العربي يريد صوصات أكثر حرارة وبحجم أكبر.

 كيف يتم اختيار المكونات؟ وهل لديكم توجه نحو الطعام الصحي؟

 بالنسبة للطعام الصحي، فلسفة "تشيكن هاوس" تقوم على مبدأ أنه لا يتم شراء إلا الدجاج الحلال. لا يتم شراء خبز مصنّع من الخارج، بل يتم تصنيعه ذاتياً. الخبزة المخصصة لـ"تشيكن هاوس" (تارتاليتكا) قريبة من خبز التنور أو الخبز السياحي. التوجه الأساسي هو أن يرى الزبون بعينه كيف تُخبز الخبزة وكيف يُحضر الطعام أمامه بكل بساطة.

 كيف ترى مستقبل صناعة الوجبات السريعة في ظل التغيرات العالمية؟

 ثقافة أن يأخذ الشخص شيئاً جاهزاً أو شبه جاهز من السوبر ماركت تتوسع وتكبر، خاصة في أوروبا. هذه الثقافة تنمو وتكبر يومياً بأرقام خيالية ولن تتوقف. اليوم، السوق الجاهز ينمو كل يوم حسب متطلبات القرن الواحد والعشرين. اليوم، السوبر ماركت لم يعد مكاناً لشراء الخضروات واللحوم النيئة فحسب، بل يتم شراء أشياء جاهزة ومحضرة بالكامل.

ويختم ضيفنا مهاب كيالي حديثه بالقول : في عالم الأعمال، لا يكفي أن تقدم منتجاً جيداً — يجب أن تمتلك فكرة مميزة تغير قواعد اللعبة. هذا ما أثبتته شركات مثل بيتزا هت، التي بنت نموذجها على وعد بسيط لكنه ثوري في حينه: توصيل الطلبات خلال ساعة إلى أي مكان. أما DHL، فقد أعادت تعريف مفهوم الشحن الدولي عبر التزامها بتوصيل أي طرد خلال 24 ساعة حول العالم.

في قطاع الأغذية السريعة، برزت علامتنا "تشيكن هاوس" بفكرة مختلفة تماماً: لماذا لا يكون الطعام السريع صحياً؟ في زمن يضطر فيه الناس لتناول الطعام خارج المنزل، لا ينبغي أن يكون الخيار الوحيد هو وجبات مليئة بالهرمونات والمواد الحافظة. الفكرة الجوهرية كانت تقديم وجبات طبيعية، تُحضّر أمام الزبون بسرعة قياسية، بدءاً من خبز طازج يُجهز لحظياً، وصولاً إلى مكونات واضحة وشفافة.

هذا النموذج لا يكتفي بتلبية الطلب المحلي، بل يؤسس لامتداد عالمي، حيث يتقاطع مفهوم السرعة مع الصحة، ويعيد تعريف تجربة الطعام خارج المنزل.