قمة مستقبل الضيافة بالسعودية الشهر القادم

الإثنين
21.04.2025
قمة مستقبل الضيافة في المملكة العربية السعودية: الاستثمار اليوم لصناعة مستقبل المملكة
 

بقلم جوناثان ورسلي، رئيس مجلس إدارة شركة "ذا بينش" – الجهة المنظمة للقمة

مع اقتراب موعد انطلاق قمة مستقبل الضيافة في المملكة العربية السعودية بعد نحو شهر، تستعد خبة من المستثمرين والمطورين وكبار المسؤولين الحكوميين وقيادات قطاع الضيافة الإقليمي للمشاركة في أعمال القمة التي تمتد على مدار ثلاثة أيام وتشكل منصة محورية للتواصل المهني، وتبادل الخبرات، واستكشاف فرص التعاون والاستثمار في القطاع في قلب العاصمة السعودية الرياض.

وشهدت نسخة العام الماضي من القمة حضور ما يقارب 300 مستثمر، أي ما يعادل نحو ربع إجمالي المشاركين، وأسفرت عن فرص أعمال تجاوزت قيمتها 1.1 مليار دولار أمريكي، وشهدت توقيع 17 اتفاقية. ومع تسارع وتيرة التحوّل في قطاعَي الضيافة والسياحة في المملكة، تماشيًا مع مستهدفات رؤية السعودية 2030، ومن المتوقع أن تشهد نسخة العام 2025 من قمة مستقبل الضيافة في المملكة العربية السعودية إبرام مزيد من الشراكات وتوقيع اتفاقيات جديدة، بما يعزز زخم النمو المتواصل في القطاع.

ويوفر تصريح المستثمر اخلاص بحضور قمة مستقبل الضيافة في المملكة العربية السعودية حزمة من المزايا الحصرية، تشمل الدخول إلى صالة المستثمرين، وجدولة اجتماعات فردية مسبقة مع أبرز المعنيين في القطاع، بالإضافة إلى دعوات لحضور فعاليات خاصة مغلقة. للاطلاع على التفاصيل الكاملة، يُرجى زيارة صفحة المستثمرين عبر الموقع الإلكتروني للقمة.

وقبيل انطلاق قمة مستقبل الضيافة في المملكة العربية السعودية، أجريتُ سلسلة من الحوارات مع قيادات بارزة من عدد من الشركات الرائدة في قطاع الضيافة مثل طيبة للاستثمار، والخزامى للاستثمار، وبركة، ومجموعة النهلة، لاستكشاف رؤاهم بشأن مشهد الاستثمار في المملكة. في السطور التالية، نستعرض أبرز توجهاتهم، وأهمية مشاريع الضيافة في دفع مسيرة نمو القطاع العقاري، وسبل تحقيق مستهدفات السياحة الوطنية، إلى جانب كل ما يشدّ اهتمامهم بشأن مستقبل القطاع السياحي في المملكة.

ويشهد قطاعا العقارات والسياحة والضيافة في المملكة العربية السعودية توسعًا غير مسبوق، ما يفتح المجال أمام فرص استثمارية واسعة النطاق. وفي ظل هذا الزخم، يركّز المستثمرون على الموقع وفئة الأصول باعتبارهما عاملين حاسمين في تحديد جدوى الاستثمارات ضمن سوق سريع التحول.

وتعمل شركة طيبة للاستثمار على تعزيز حضورها في قطاعي الضيافة والعقارات، ضمن مساعيها لتحقيق نمو مستدام يدعم مكانة المملكة العربية السعودية كوجهة عالمية رائدة. وتُركز استراتيجيتها على التوسع في مدن محورية مثل الرياض ومكة المكرمة والمدينة المنورة وجدة، عبر مشاريع فندقية نوعية تشمل ريكسوس أبحر جدة، ومكارم برج المدينة، وكراون بلازا التخصصي، وشيراتون المدينة، ونوفوتيل المدينة، وفندق ماريوت الرياض المرسلات.

من جانبها، تؤكد شركة الخزامى للاستثمار أن استراتيجيتها التوسعية تقوم على نهج انتقائي يرتكز على تحقيق القيمة. وفي هذا السياق، أوضح خالد أبو حيمد، الرئيس التنفيذي للشركة، قائلاً: "نستثمر في مواقع تتيح لنا تقديم تجربة متميزة، سواء من خلال الفنادق الفاخرة، أو المطاعم الراقية، أو وجهات نمط الحياة العصرية. لا نسعى إلى التوسع فحسب، بل نهدف إلى الارتقاء بمستوى الضيافة في كل موقع نعمل فيه".

ويعد تطوير وجهات مبتكرة متعددة الاستخدامات، تجمع بين المجتمع والثقافة والاستدامة، الركيزة الأساسية في الاستراتيجية الاستثمارية لشركة "بركة". وفي هذا الإطار، أوضح إبراهيم القصاب، مدير المشاريع في الشركة، قائلاً: "ينصب تركيزنا في المرحلة الحالية على مدينة جدة، مع خطط مدروسة للتوسع في مدن رئيسية أخرى في مختلف أنحاء المملكة. نُولي أهمية كبرى لبناء شراكات استراتيجية وإطلاق مشاريع تطويرية تتماشى مع مستهدفات رؤية 2030، بما يسهم في ابتكار مساحات تعيد صياغة أسلوب حياة الأفراد وعملهم وتفاعلهم المجتمعي".

وتعد مجموعة النهلة من أبرز الجهات الاستثمارية في المملكة العربية السعودية، حيث تمتلك محفظة متنوعة من الأصول تشمل العقارات والضيافة والخدمات المصرفية والمالية وقطاع السيارات والتجارة والاتصالات. وفي هذا السياق، أوضح منيب حمود، مستشار المشاريع الكبرى، قائلاً: "بفضل امتلاك المجموعة لمخزون كبير من الأراضي، يجري العمل حالياً على تطوير مشاريع عقارية كبرى تتنوع بين مشاريع متعددة الاستخدامات وأخرى وسكنية وتجارية وفندقية، بالإضافة إلى شقق فاخرة ومطاعم ومقاه ومكاتب. ويتركز نشاطنا حاليًا في جدة، إلى جانب عدد من المشاريع قيد التنفيذ في المدينة المنورة والطائف".

وفقًا لبيانات وزارة الاستثمار السعودية، يفتح التحول العقاري في المملكة آفاقاً استثمارية تتجاوز 25 مليار دولار أمريكي في قطاعي البناء والمقاولات فقط. وهذا يطرح تساؤلًا رئيسياً حول مدى أهمية مشاريع الضيافة والسياحة باعتبارها عنصرًا محوريًا ضمن منظومة الفرص الاستثمارية العقارية في المملكة.

وأكد سلطان بدر العتيبي، الرئيس التنفيذي لشركة طيبة للاستثمار أن التحول العقاري الذي تشهده المملكة قد أسهم في ترسيخ مكانتها كدولة رائدة عالميًا في مجالات الابتكار والاستدامة وتنويع الاقتصاد في قطاع العقارات. وأضاف أنه من المنتظر أن تسهم استضافة فعاليات دولية كبرى مثل إكسبو 2030 وكأس العالم لكرة القدم 2034 بدور محوري في تشكيل ملامح سوق الضيافة خلال العقد المقبل. ولا شك أن مشاريع الضيافة والسياحة تسهم في تعزيز البنية التحتية السياحية، وتحسين عروض الضيافة، وتوليد الطلب في القطاعات الأخرى، وتحسين جودة الحياة بشكل عام.

ويرى لوك ديلافوس، نائب رئيس إدارة الضيافة في شركة الخزامى للاستثمار، أنّ قطاعي الضيافة والسياحة يشكلان عنصرًا أساسيًا في دعم نمو القطاع العقاري السكني، لاسيّما في أسواق الأعمال والترفيه. وقال في هذا السياق:
"
يوفر قطاع الضيافة مفاهيم سكنية وسياحية متنوعة تلبي مختلف الاحتياجات، وتواصل شركة الخزامى تطوير عروضها بما يتماشى مع متطلبات السوق الراهنة وتوجهاته المستقبلية".

استقبلت المملكة العربية السعودية 30 مليون سائح أجنبي خلال العام الماضي، وتسير بخطى ثابتة نحو تحقيق هدفها المتمثل باستقبال 70 مليون زائر دولي سنويًا بحلول عام 2030، بحسب بيانات وزارة السياحة. وقد طرحتُ على شركائنا في القطاع سؤالًا محوريًا حول أبرز العوامل الواجب أخذها في الاعتبار لضمان تحقيق هذه المستهدفات والحفاظ على استدامتها على المدى الطويل.

وفقاً لشركة بركة، فأن البنية التحتية المتكاملة وسهولة الوصول والاستدامة والتكامل الثقافي، تشكل ركائز أساسية لضمان نمو سياحي مستدام في المملكة. وفي هذا الإطار، أوضح إبراهيم القصاب قائلاً: "في بركة، صُممت مشاريعنا لتعزيز التخطيط الحضري المُوجّه نحو المجتمع، مع التركيز على الممارسات المستدامة التي تحافظ على تراث المملكة وبيئتها. نؤمن بأن دمج التجارب الثقافية الأصيلة مع المرافق عالمية المستوى لن يجذب الزوار فحسب، بل سيُسهم أيضًا في إنشاء وجهات مستدامة وذات تأثير إيجابي على السكان والسياح على حد سواء".

وأضاف منيب حمود من مجموعة النهلة: "تعتبر البنية التحتية السياحية والتنظيم الفعّال وتسهيل التواصل من العوامل الجوهرية لنجاح القطاع واستدامته. كما أن هناك حاجة ماسة لتنويع عروض الإقامة الفندقية وتحديث المخزون القائم بما يواكب تطلعات السوق ومتطلبات الزوّار".

يتفق الجميع على أن المملكة العربية السعودية باتت وجهة مهيأة وبقوة للاستثمار، إلا أن السؤال الذي يفرض نفسه هو: ما المجال الذي يحمل أكبر إمكانات للنمو في قطاع السياحة والضيافة، بحسب رؤى مساهمينا؟

قال سلطان بدر العتيبي، رئيس مجلس إدارة شركة طيبة للاستثمار: "من المتوقع أن يشهد قطاع السياحة في المملكة العربية السعودية، وبوجه خاص قطاع الضيافة، ازدهاراً لافتاً على مدار السنوات القليلة المقبلة، وذلك تماشياً مع مستهدفات رؤية السعودية 2030. وتمثل المشاريع الكبرى في المملكة وجهات عالمية جديدة للسياحة الثقافية والترفيهية والرياضية. كما شهد قطاع السياحة الدينية انتعاشا ملحوظا بعد جائحة كوفيد. وتعمل شركة طيبة للاستثمار على تطوير مشاريع متكاملة بالاستفادة من الجهود الحكومية الرامية إلى تطوير البنية التحتية في المدن الكبرى، بما يُسهم في تحسين تجربة الزوار وزيادة الطاقة الاستيعابية لهذه الوجهات".

ويرى علاء الفران، مدير التسويق والاتصال في شركة الخزامى للاستثمار، أن النمو الأبرز يكمن في تقديم تجارب تعكس الهوية الوطنية، وقال: "إن التحول نحو الضيافة الأصيلة ذات الجذور الثقافية هو أبرز ما يميزنا كسعوديين. نحن معروفون بكرمنا، فالضيافة جزء لا يتجزأ من شخصيتنا. وعندما نصمم مساحات تنبض بالأصالة والترحيب والمعنى، فإننا لا نستضيف الزوار فحسب، بل نبني روابط عاطفية دائمة معهم".

في المقابل، يشير منيب حمود من مجموعة "النهلة" إلى أن كل وجهة سياحية، سواء كانت قائمة أو قيد التخطيط، تقدم تجربة مميزة من حيث مستوى الجودة، وتستهدف شرائح متنوعة من السياح المحليين والدوليين بمختلف اهتماماتهم.

يشهد قطاع السياحة في المملكة العربية السعودية مرحلة جديدة من النمو والتحول، وفقًا لرؤية شركة بركة. وأوضح إبراهيم القصاب قائلاً: "نرى فرص نمو واعدة في مجالات السياحة البيئية، وتجارب التراث الثقافي، والمجمعات السكنية العصرية، والمساكن ذات العلامات التجارية. وفي إطار استراتيجيتنا طويلة الأمد، نلتزم التزامًا وثيقًا برؤية السعودية 2030، لضمان أن تسهم مشاريعنا في تعزيز قطاع الضيافة والسياحة المتطور في المملكة. ومن خلال تطوير وجهات غامرة ومستدامة وغنية ثقافيًا، نهدف إلى ترسيخ مكانة المملكة كمركز عالمي رائد للسفر والاستثمار".

وستقام فعاليات قمة مستقبل الضيافة في المملكة العربية السعودية خلال الفترة من 11 إلى 13 مايو المقبل، في فندق ماندارين أورينتال الفيصلية بالعاصمة الرياض.


الأكثر شيوعاً في المنتدى