تنامي فرص شركات التجزئة في المملكة

الإثنين
19.02.2024
تقرير لشركتي «سناب» و«كيرني» للاستشارات الإدارية العالمية عن تنامي فرص شركات التجزئة في المملكة لتبني تقنيات جديدة لازدهار مستقبل القطاع
 

أصدرت شركتا سناب وكيرني للاستشارات الإدارية العالمية، في إطار مشاركتهما الفاعلة في «قمة دائرة قادة التجزئة العاشرة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا» في الرياض، تقريرهما التقني المشترك بعنوان "الابتكار في التجزئة وتوقعات المتعاملين: من يتأخر عن مواكبة التطور؟"، وذلك دعماً للجهود الرامية إلى تحفيز الابتكار الرقمي في قطاع التجزئة، وتسليطاً  للضوء على الإمكانات الهائلة في المنطقة ورغبة شركات التجزئة بتلبية توقعات المستهلك السعودي الذي يمتلك معرفة واسعة ومهارات عالية في استخدام التكنولوجيا الحديثة والأجهزة الذكية.

يأتي إصدار هذا التقرير في وقت تمضي فيه حكومة المملكة وشركات الأعمال في جميع أنحاء البلاد قدماً في اعتماد التحول الرقمي تماشياً مع رؤية 2030، ويُعد بمثابة دليل إرشادي لاستشراف المستقبل لشركات التجزئة التي شرع معظمها في هذه الرحلة. وتناول التقرير الدور المحوري للتكنولوجيا في الارتقاء بتجارب المستهلك، مستعرضاً أهم الأسباب التي تدفع شركات وتجار التجزئة لإعطاء الأولوية للابتكار، وقدم خارطة طريق للطامحين إلى الحفاظ على مزايا أعمالهم التنافسية، بعد أن أصبح الدمج السلس للتكنولوجيا في العمليات اليوم أمراً في بالغ الأهمية، خاصة في مجالات الإعلان والعلامات التجارية والتجارة الإلكترونية والتجارب داخل المتجر وإدارة سلسلة التوريد.

وفي هذا السياق، قال عبد الله الحمادي، مدير الأعمال الإقليمي في المملكة العربية السعودية، شركة سناب: "شهدنا خلال السنوات الأخيرة تنامي الدور المحوري للتكنولوجيا واستخدامها بطرق مبتكرة في مسيرة التحول الرقمي في المنطقة، الأمر الذي أكد مزاياها وقيمتها الحقيقية لكل من المستهلكين والشركات. ويُشدد التقرير في جوهره على أن الوقت قد حان لشركات التجزئة لتبني هذه الموجة الرقمية والاستفادة من فوائدها العديدة. ونحن في شركة سناب لدينا التزام ثابت بتزويد شركات التجزئة، التي تتطلع للارتقاء برحلة المستهلك، بالأدوات والتقنيات المناسبة، لتمكينها من إطلاق العنان لإمكانيات غير مسبوقة لتعزيز تجربة المستهلك وجعلها أكثر تكيفاً مع احتياجاته واهتماماته الشخصية. وقد شهدنا بالفعل ما حققه شركاؤنا في القطاع من نتائج إيجابية رائعة، وسنمضي قدماً في البناء على هذا النجاح، وخاصة الاستفادة من التكنولوجيا كقوة دافعة لتعزيز تفاعل المستهلك مع العلامات التجارية ومنحه تجارب مميزة في بيئة آمنة."

وأشارت الدراسة إلى أنه مع ارتفاع معدل استخدام الإنترنت للهواتف الذكية من 97.2% إلى99.9%، باتت لدى المستهلك السعودي رغبة جامحة في تعزيز تعامله التكنولوجي في مجال التجزئة بشقيه الرقمي والمادي المحسوس، وأصبحت أغلبية 84% من المستهلكين تفضل تجارب التسوق متعددة القنوات أو الحصرية عبر الإنترنت، ما يوفر فرصاً قيّمة لشركات وتجار التجزئة لتقديم تجارب تفاعلية سلسة. ويبدو أن علامات التجزئة المتخصصة بأسلوب الحياة والبقالة تتصدر هذا المجال بالمقارنة مع قطاعات التجزئة الأخرى، غير أن هناك الكثير من الفرص الواعدة عندما تُعطى الأولوية للابتكار.

في هذا السياق قال محمد ديدي الشريك في ممارسات المستهلك وقطاع التجزئة في كيرني الشرق الأوسط: "مع ازدياد اعتماد المملكة العربية السعودية على الابتكار في اقتصادها، نلاحظ وجود فجوة بين سلوك المستهلك والتحول الرقمي في مجال البيع بالتجزئة". وأضاف: "أعددنا تقريرًا تقنيًا بالتعاون مع شركة سناب، يهدف إلى استكشاف التحديات والفرص المتاحة في ظل التطور السريع للمشهد الرقمي في المملكة". لافتًا إلى أنه مع انتشار الهواتف الذكية بنسبة تصل إلى 100% تقريبًا، وارتفاع معدلات التفاعل الرقمي بين المستهلكين ليتجاوز خمس ساعات يوميًا، سيصبح المجال مفتوحًا أمام المزيد من الابتكارات الثورية في مجال البيع بالتجزئة. وتابع ديدي: "تُشير دراساتنا إلى رغبة المستهلكين بتجربة تقنيات متطورة في قطاع التجزئة. لذا يُنصح تجار التجزئة بتبني استراتيجيات رقمية متقدمة مع التركيز على مجالات أساسية مثل الإعلان والعلامات التجارية والتجارب المتكاملة عبر مختلف القنوات، مما يساهم في تلبية التوقعات المتزايدة للمستهلكين في السعودية بشكل أفضل".

أظهر المستهلك السعودي مستويات عالية من الوعي الرقمي والرغبة في خوض تجارب مميزة جديدة، خاصة في قطاع التجزئة. إلا أن التقرير سلط الضوء على عقبات رئيسية قد تعيق هذا التحول، بما في ذلك عدم تحديد الأولويات ضمن الاستراتيجية التنفيذية، والتردد في التخلي عن أساليب الإعلام التقليدية، ومقاومة استخدام التكنولوجيا الرقمية لتحسين عمليات سلسلة القيمة بأكملها.

أصبح لوسائل التواصل الاجتماعي دور مهم في التعرف على المنتجات واكتشافها، مع الابتعاد المطرد عن الأساليب التقليدية، لذلك يجب على الشركات التي تتطلع إلى تعزيز حضورها على الإنترنت تطوير محتواها على منصات التواصل الاجتماعي ومحركات البحث المناسبة، وهذا ما قامت به منصة سناب شات عندما أظهرت قوة تأثير المحتوى الموجه بالسرد على قرارات الشراء للمستهلك. وبلغ عدد مستخدمي المنصة في المملكة العربية السعودية وحدها إلى أكثر من 22 مليون مستخدم شهرياً، وهي الأكثر استخداماً على مدار اليوم، إذ يدخل المستخدمون إلى التطبيق بمعدل 50 مرة يومياً. ويتمتع محتوى الفيديو الذي يدمج تقنيات الذكاء الاصطناعي والواقع المعزز بقوة جذب كبيرة ويسهم على نحو مُلفت في زيادة اهتمام المستهلكين بالمنتجات.

في هذا الصدد قال علي شهيد، مدير في ممارسات المستهلك وقطاع التجزئة في كيرني الشرق الأوسط: "مع التطورات المتسارعة في المشهد الرقمي في السعودية، يزداد اعتماد المستهلكين على منصات مثل "سناب تشات" لتلبية احتياجاتهم في التسوق، مما يُشير إلى تحولٍ هام في سلوكهم نحو خوض تجارب رقمية مُتكاملة في مجال البيع بالتجزئة. وأضاف: "تؤكد دراستنا على هذا الاتجاه، وتقدم رؤى عملية لتجار التجزئة تساعدهم على تلبية توقعات العملاء الرقمية الحالية والاستعداد للابتكارات المستقبلية". مشيراً إلى إن التفاوت في النضج الرقمي بين القطاعات المختلفة، وخاصة بين العلامات التجارية في مجالي أسلوب الحياة والبقالة، يؤكد على أهمية التغلب على التردد في الاستثمار ومقاومة التغيير من قِبل تجار التجزئة. وإن النجاح في قطاع البيع بالتجزئة يتطلب تبني الابتكار والتطور التكنولوجي في جميع جوانب الشركة. واختتم بالقول: "بينما يتم التركيز على الإعلانات والتجارة الإلكترونية، إلا أن الاستثمارات في المجالات الحيوية مثل سلسلة التوريد والتقنيات داخل المتاجر تحقق أيضًا عوائد كبيرة على المدى الطويل".

تهدف النتائج التي توصلت إليها شركة سناب إلى الارتقاء بمستقبل تجارة التجزئة وتطويرها، وذلك تماشياً مع التطور الرقمي المتسارع لعالم اليوم، وتلبيةً لتوقعات المستهلك دائمة التطور. وتستجيب الرؤى والأفكار التي تضمنها التقرير لمتطلبات مختلف القطاعات التجارية، والغاية منها أن تكون قابلة للتكيف مع شركات الأعمال في جميع مراحل مسيرتها نحو التحول الرقمي.