السبت
27.01.2024
عبدالله السلامة رئيس مجلس إدارة جمعية ملاك المطاعم والمقاهي: هدفنا تمكين المنشآت الصغيرة ورفع مساهمتها في الناتج المحلي
 

الحديث مع ضيفنا ممتع ومشوق وغني بالمعلومات عن واحد من أهم القطاعات الاقتصادية في المملكة، وهو قطاع المطاعم والمقاهي. والحديث معه كان غنيًا بما تضمنه من أفكار وآراء وتطلعات يعمل على تحقيقها مع أعضاء مجلس إدارة الجمعية التي يرأسها ويسعى لتطويرها وتحقيق أهدافها المنشودة.

ضيفنا الأستاذ عبدالله السلامة، رئيس مجلس إدارة جمعية ملاك المطاعم والمقاهي، وهو مستثمر قديم في قطاع الضيافة وصاحب خبرات كبيرة فيه.

إلى الحوار:

كيف انطلقت الجمعية وبدأت نشاطها؟

 نشكر لكم هذا اللقاء والاستضافة الجميلة. قبل أن تنطلق الجمعية بشكل رسمي بدأت نشاطها قبل تسجيلها في عام 2018.

 في البداية، كنا مجموعة من الأصدقاء والمتخصصين في هذا المجال، وبدأنا تقريبًا بعشرة أشخاص في مجموعة، وعلى غرار المجموعات التي كانت متخصصة في مجموعات الواتساب، مثل اتحاد الضيافة وغيره. وكان لنا في المنطقة الغربية علاقات مع بعض كملاك للمطاعم نتبادل المعلومات الخاصة بمجالات عملنا. وبدأ العدد يزداد بنهاية 2018 وبداية 2019 بشكل أكبر، ووصلنا إلى أكثر من 100 عضو. وهنا بدأت فكرة تأطير هذا التجمع ودراسة الاستفادة منه عبر تقديم خدمات مختلفة وتعميمها على المهتمين. وترافق هذا التوجه مع جائحة كورونا حيث زادت الحاجة للتواصل وتبادل المعلومات والأنظمة والتشريعات وإيجاد الحلول. ولذلك وقعنا مذكرة تفاهم مع جمعية رواد الأعمال في جدة وبدأنا بأنشطة مختلفة. وتم تكليفي وأعضاء مجلس الإدارة لاستكمال الأوراق الرسمية تمهيدًا لرفعها واعتمادنا كجمعية مستقلة، وبالفعل تكلل هذا الجهد بالموافقة الرسمية التي صدرت في فبراير 2023 من المركز الوطني لتنمية القطاع غير الربحي.

ما هي رؤية وأهداف جمعية ملاك المطاعم والمقاهي؟

هدفنا الأول أن تكون الجمعية مقصدًا لكل من يهتم بالقطاع، سواء كان مشرعًا أو جهات تنظيمية مثل الوزارات والجهات المعنية بتنظيم القطاع، أو مقدمي خدمات وموردين، أو حتى المستفيدين وهم ملاك المطاعم. بمعنى أن تكون المرجع والوجهة لكل من يتعامل مع قطاع الضيافة.

 وهناك ثلاثة أهداف رئيسية للجمعية. أولا: التمكين، ثم التمثيل، ثم التكامل.

 التمكين: هي الخدمات التي تقدمها الجمعية لأعضائها، وسأفصل ذلك في الجواب التالي. أما التمثيل فنقصد به أنه عندما يأتي تشريع أو جهة تنظيمية حكومية أو جهات قطاع خاص، من يتحدث معها، مثال الآن الوزارة وضعت تشريعات جديدة، ووزارة الشؤون البلدية هي الجهة المخولة بأن تعطي رأيها في هذه الأنظمة، أو تعطي اقتراحاتها أو تشارك في تطويرها. وقبل أن تتكون جمعية ملاك المطاعم، كان هناك جمعية، ولا تزال طبعًا جمعية رائدة، وهي جمعية قوت. إلا أن هذه الجمعية بتكوينها وطريقة الانضمام إليها، تمثل في الغالب 5% من عدد المطاعم الموجودة في المملكة، لأنها تمثل المطاعم الكبيرة. فبالتالي تمثيلها جيد لهذه الفئة، لكن يحتاج أن يكتمل بالمطاعم الصغيرة والمتناهية الصغر أو المنشآت الصغيرة، لذا أصبح هناك حاجة لتمثيل هذه المنشآت من المطاعم والمقاهي.

 هناك أيضا تمثيل عند جهات أخرى، مثلًا: شركات التطبيقات، ومقدمو الخدمة، ونحن عقدنا اجتماعًا مهمًا جدًا مع شركات التطبيقات، وحاولنا أن نعالج بعض التحديات معهم.

 أيضًا لدينا مبادرة سابقة لتوفير مشتريات بأسعار مخفضة، وبإذن الله سنعمل على تطويرها، وهذه كلها تحتاج إلى التمثيل والتنظيم الذي يمثل القطاع. وهذا أحد الأهداف الثلاثة وهو تمكين التمثيل. الهدف الثالث هو التكامل، وهناك جهات تعمل مع القطاع تحتاج أن نتكامل معها. وتعمل معنا في خط متوازٍ مثل: جمعية قوت والغرف التجارية والبلديات، وثمة قطاعات كثيرة تعمل في نفس الاتجاه. فالتكامل معها من أجل تحقيق أهداف القطاع، هذا أحد الأهداف الثلاثة لدينا.

ما هي الخدمات التي تقدمها الجمعية لأعضائها؟ وكيف تساعد في تطوير قطاع الضيافة؟

 الخدمات التي تقدمها الجمعية لأعضائها، وكيف تساعدهم في تطوير قطاع الضيافة، هذا كله يندرج تحت الهدف الرئيسي الخاص بالجمعية، وهو التمكين، وله ثلاثة محاور رئيسية، ونعتقد إذا حققنا هذا التمكين بهذه المحاور الثلاثة نكون قد حققنا النجاح الذي ننشده. وهذه المحاور هي:

  • نشر المعرفة: هناك مجموعة من المعلومات التي يحتاجها أي شخص موجود في القطاع. ونشر هذه المعلومات وتمكينه منها سيؤدي إلى تمكينه من عمله، وتمكين القطاع بإجماله. وتعميم المعرفة يندرج تحته الدراسات، ونحن في الجمعية وقعنا مع شركة DRC المعروفة بدراسة سلوك المستهلك، اتفاقية لإجراء دراسات متخصصة وبلغت كلفتها قرابة 500 ألف ريال تكفلت بها كل من جاهز والالمار.

وهذه الدراسات لا تستطيع نماذج الأعمال الصغيرة القيام بها والإنفاق عليها، ونحن نتولى ذلك وننشر نتائج هذه الدراسات وتوصياتها مجانًا لكل المهتمين. وهذا نموذج أول لنشر المعرفة. وأما النموذج الثاني، فهو تقديم البرامج التدريبية، وعندنا تقريبًا كل شهر برنامج أو برنامجين متاح بشكل مجاني في مواضيع مختلفة، مثل: هندسة قوام الطعام، والمالية وغير المالية، وأسس التسويق، وبناء نماذج العمل. وكل شهر عندنا موضوع مختلف.

 ونفذنا العام الماضي برنامجًا تدريبيًا كبيرًا، وهو عبارة عن ورشة عمل أونلاين لمدة أسبوعين، وكان عدد الحضور في حدود 300 عضو على مستوى المملكة، وذلك بالتعاون مع جهة معينة متخصصة في هذا النوع من التدريب.

بناء العلاقات: نؤمن بأن العلاقات هي جزء أساسي وركيزة مهمة في تطوير الأعمال، ولا يمكن لأي عمل أن يتحقق بمعزل عن الآخرين وعن تبادل العلاقات. وحتى نصنع نماذج للأعمال الصغيرة، وملاك المشاريع الصغيرة، فنحن نقوم بإعداد لقاءات دورية من خلال الاثنينية، تُقام في مقهى أو مطعم أحد الزملاء، وكل اثنين يتغير المكان، والضيوف الذين يأتون يدفعون رسوم هذه الخدمة التي يحصلون عليها، ويلتقي الزملاء في الاثنينية، في مكان مختلف، يتعرفون على بعض ملاك المطاعم في مدينة ويلتقون مع زملائهم في نفس المدينة. هذا النشاط يُقام في أربع أو خمس مدن على مستوى المملكة بشكل دوري. ومثلها جامعة الجمعة والهدف من اللقاءات التعارف وتبادل المعرفة والخبرات بين أشخاص يجمعهم نفس النشاط، وتطوير علاقات شخصية بينهم.

 - تبادل الخبرات: وهذا متوفر من خلال (الجروبات)، حيث يتم تبادل الأسئلة والأجوبة والمعلومات التي تخص العمل، مثلاً: يُطرح سؤال: (يا شباب: من جرب أحسن نوع بطاطس؟ من جرب أحسن تطبيق؟ ما أفضل جهة تمويلية) هذه الأسئلة عبارة عن خبرات متراكمة، عندما يطرح السؤال سيكون له عدة إجابات، كل واحد له وجهة نظر، وهذا يحقق الهدف المنشود بتبادل الخبرة ونموها. وإلى ما سبق، هناك خدمات أخرى كتوفير معلومات تبادل السلع أو المعدات.. وهكذا، مثل هذه الأمور تفيد الجميع باعتبارهم من نفس القطاع.

كيف ترون العلاقة مع شركة جاهز؟

 تعتبر جاهز (شركة جاهز الدولية لتقنية نظم المعلومات ) أحد أهم الداعمين للجمعية بل إن العلاقة معها  بدأت قبل ظهور الجمعية عندما كانت أنشطتها  أحد مبادرات  جمعية رواد الأعمال بجدة ، وهذه  العلاقة استمرت طوال الأعوام الماضية لتكون أحد أهم الداعمين للقطاع.

كيف يمكن لأعضاء الجمعية الاستفادة من شبكة العلاقات والشراكات التي تقدمها الجمعية؟

الجمعية توفر هذه البيئة المناسبة من خلال اللقاءات الدورية، وفرصة العضو تكمن في أنه يستفيد من هذه العلاقات كبيرة. يعني الآن العضو الذي كون علاقة بأحد الأصدقاء ممكن أن يترتب عليه تبادل منافع، مثًلا: عندي مطبخ كبير، هل يمكن أن أقدم لك خدمة؟ مثل: الخدمة اللوجستية، أو إعطاء منتجات معينة، أو منتجات مسبقة التصنيع.

أو ممكن أن نتحد معًا، ونأخذ منشأة عقارية بحيث يكون هناك فروع متجاورة، وممكن أن نبني مشروعًا مشتركًا. ونتيجة لذلك، تم عقد عدد من الشراكات على مستوى هذه اللقاءات، والأشخاص لم يكونوا يعرفون بعض قبل هذه اللقاءات.   

وهناك خدمات كثيرة تعتمد على العلاقات، فمثلًا، أحيانًا أنت موجود في مجمع معين، وأنا أريد أن أستأجر في نفس المجمع. فأستشيرك، فتقول لي: "والله أنا أنصحك بالمجمع، لكن لا تأخذ في المكان الفلاني، بل في المكان الفلاني". أو تقول لي: "ما أنصحك لوجود أزمة مواقف أو المبيعات منخفضة". يعني العلاقات تكون بصراحة واستثمارها باب كبير صعب أن تجده، لكنها كنز، ولا أعتقد أنه يوجد رجل أعمال يقدر أن يعيش من غيرها.

ما هي المبادرات التي تتخذها الجمعية لتعزيز التواصل وتبادل الخبرات بين أعضائها؟

تقدم الجمعية برامج متخصصة يديرها اختصاصيون في المالية وفي التسويق والقانون والموارد البشرية وهندسة قوامة طعام وصناعة نماذج العمل، عندنا مواضيع متكررة طرحناها. وهذه السنة 2024، ستكون برامج التدريب كلها بالتنسيق مع منشآت، وعندنا خطة لإقامة أربعة إلى خمسة برامج تدريبية في الشهر في أربع إلى خمس مدن مختلفة في المملكة. وأشير هنا إلى أن برامج التدريب ما زالت في بدايتها، وعندنا خطة طموحة لتطويرها إن شاء الله.

 ما هي الخطط المستقبلية للجمعية لتعزيز قطاع الضيافة ودعم أعضائها في مواجهة التحديات القادمة؟

 أحد أهم الخطط الآن للجمعية، باعتبار أنها جمعية المقاهي والمطاعم الوحيدة في المملكة، هو توسيع الشريحة. بمعنى عندما تم تأسيس الجمعية كان الأعضاء أقل من 500 عضو، أو نحوها، وكان عندنا هدف بنهاية 2023 أن نصل إلى 2000 عضو، والآن بفضل الله تجاوزنا 2000 عضو من خلال الاتحاد مع المجموعات التي كانت موجودة في مناطق مختلفة، وبهذا حققنا هدفين: التنوع الجغرافي بحيث خدماتنا تصل لمناطق جغرافية جديدة في الرياض والقصيم والشرقية وتبوك والجنوب بالإضافة إلى المنطقة الغربية، ومع هذا التنوع الجغرافي نهدف إلى التوسع بالأعضاء؛ وتضاعف عدد الأعضاء تقريبًا خمسة أضعاف، وهدفنا مع نهاية العام الحالي 2024 أن نتجاوز 6000 عضو، ونتمنى إن شاء الله نصل لعدد 10.000 عضو، وبذلك نمثل تقريبًا أكثر من 10% من قطاع الخدمات التي تقدمها الجمعية وهذا بحد ذاته إنجاز، إضافة إلى تنوع البرامج وزيادتها وتجويدها، وهذه استراتيجية دائمة لنا في الجمعية.

هل لديكم خطط للتوسع في نطاق عمل الجمعية أو إطلاق مشاريع جديدة لدعم المطاعم والمقاهي؟

 لدينا مشروع نادي ملاك المطاعم والمقاهي، وملفاته جاهزة، وجارٍ البحث عن شركاء مستثمرين فيه، وفكرة المشروع أن يكون مسرعة أعمال مع أماكن عمل مشتركة (فود هب، أو منطقة، أو مطاعم مختصرة، مع مقاهي، مع مركز فعاليات)، هذه كلها تكون في مساحة واحدة، بحيث يكون مكتب العضو قريبًا من الأعضاء المتخصصين في نفس المجال. وتواصلنا مع عدد من الجهات التي أبدت رغبتها في أن تكون موجودة في مساحة العمل، ومنها بعض التطبيقات وبعض البرامج. ونتطلع لإكمال المشروع وتدشينه خدمة لأعضاء الجمعية.

ما هو دور الجروبات في تأسيس الجمعية؟ وكم عددها؟

المجموعات والجروبات يمثلون الحلقة الأساسية. والأرضية التي تنطلق منها الجمعية، وهم روح الجمعية ووجودها ووقودها وطاقتها لتعمل وتحقق الإنجاز، ومنهم وبهم ننطلق ونعمل وننجز، ومن دونهم ليس للجمعية قيمة.

 وهناك ست مجموعات، ونطمح إن شاء الله أن يتضاعف العدد ويزيد   عدد الأعضاء حتى نصل من 6000 إلى 10.000 عضو إن شاء الله.

الاثنينية وجامعة الجمعة

 تركز فكرة الاثنينية على اللقاء الدوري لملاك المطاعم والمقاهي كل يوم اثنين، وتقوم الفكرة على عدة ركائز:

  • يتحمل كل عضو مشارك نفقاته من حيث الطعام والشراب وهذا يكون فيه دعم للمستضيف، خاصة إذا كان من المنشآت الحديثة.
  • تكون فرصة لتجريب الأطباق وأصناف الطعام والشراب في المكان الذي تقام فيه الاثنينية والتعرف على نماذج أعمال مختلفة.
  • إضافة إلى تبادل المعارف والخبرات بين الحضور تشكل الاثنينية فرصة للاطلاع على معلومات جديدة، وهذا ما حدث مثلًا حين استضفنا صاحب شركة مشهورة في البروستد، وكان اللقاء غنيًا بمعلومات هامة ومفيدة للحضور.
  • تسجل وقائع الاثنينية وتنشر عبر وسائل التواصل الخاصة بالجمعية لتعميم الاستفادة والمعرفة.

جامعة الجمعة

هي فكرة تجمع المهتمين وتختلف عن الاثنينية كونها تعقد في مكان محدد وبوقت معين وتقام بعدة مدن مثلًا في: الرياض – جدة – الطائف - جازان.. وأيضًا يتحمل المشارك مصروفاته دون تحميل صاحب المكان أي تكاليف إضافية، وتطرح فيها مواضيع تهم القطاع وتستمر لساعة أو ساعتين، وهي نموذج آخر لتبادل العلاقات.