أساس متين للعلاقات الأوزبكية السعودية

الثلاثاء
16.08.2022
30عاماً من العلاقات بين جمهورية أوزبكستان و المملكة العربية السعودية
 

العلاقات بين جمهورية أوزبكستان و المملكة العربية السعودية راسخة. في الواقع، من خلال الفترة الزمنية القصيرة إكتسبت العلاقات الأوزبكية السعودية طبيعة ديناميكية.

و دشنت زيارة فخامة الرئيس شوكت ميرضيائيف، رئيس جمهورية أوزبكستان  الي المملكة للمشاركة في قمة الدول العربية الإسلامية التي عقدت في مايو 2017 في الرياض لصفحة جديدة في تعزيز العلاقات الثنائية مع الرياض كما و أشارت آنذاك الصحف السعودية بأن إشتراك رئيس الجمهورية في القمة "هو ما يظهر دعم أوزبكستان للمبادرات السعودية".

كانت المملكة العربية السعودية من أولى دول العالم التي اعترفت باستقلال جمهورية أوزبكستان وذلك في 30 ديسمبر 1991م، و وقعت معها على مذكرة تفاهم لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين بتاريخ 20 فبراير 1992م وذلك أثناء زيارة صاحب السمو الملكى الأمير سعود الفيصل بن عبدالعزيز آل سعود وزير خارجية المملكة العربية السعودية لأوزبكستان، وحرصت أوزبكستان على تطوير العلاقات الثنائية مع المملكة و قام الرئيس الأوزبكي في أبريل 1992م بزيارة المملكة وأجرى محادثات مع خادم الحرمين الشريفين، و في نوفمبر 1992م قامت أوزبكستان بافتتاح القنصلية العامة في مدينة جدة، ثم في مايو 1995م تم افتتاح سفارة جمهورية أوزبكستان بالرياض، و في مارس 1997م تم افتتاح سفارة المملكة العربية السعودية في طشقند العاصمة.

كما لاحظتم، عام 2022 هو عام إحتفالي بالذكرى 30 لإقامة العلاقات الدبلوماسية و بهذه المناسبة تم التبادل ببرقيات التهنئة بين وزيري الخارجية الأوزبكي و السعودي جاء فيها التقدير العالي للجهود التي تبذلها الطرفين لتوسيع نطاق العلاقات الثنائية و التعاون متبادل المنفعة و طويل الأمد بين بلدينا.

و منذ بداية العلاقات الأوزبكية السعودية أولى الجانبان اهتماما خاصا بتطوير التعاون الاقتصادي و التجاري و الاستثماري حيث وقّع الطرفان العديد من الإتفاقيات الخاصة بالتعاون في المجالات السياسية و الاقتصادية و التجارية و الاستثمارية و التكنولوجية و الثقافية و الشباب و الرياضة و تجنب الازدواج الضريبي و النقل الجوي و حماية و تشجيع الاستثمار.

و يجري في الوقت الراهـن عمليـة إعـداد الإتفاقيـات الجديدة للتوقيع بين جمهوريـة أوزبكستـان و المملكة العربية السعودية و عددها 12 و من ضمنهـا 4 إتفاقيـات بين حكومـة جمهوريـة أوزبكستـان و حكومـة المملكة العربية السعودية كما 8 إتفاقيـات بين الوزارات و الإدارات المعنيـة.

ومن جانب آخر تلعب جلسات اللجنة السعودية الأوزبكية الحكومية المشتركة دوراً هاماً في تنمية وتفعيل التعاون الاقتصادي والاستثماري والثقافي والعلمي والتقني والاجتماعي بين البلدين.

و إنعقدت الجلسة الخامسة للجنة المشتركة في العاصمة الأوزبكية طشقند في 25 مارس 2022 م. و قد رأس معالي وزير الاستثمار المهندس خالد بن عبد العزيز الفالح وفد المملكة الذي يضم مسؤولين من الجهات الحكومية و قادة القطاع الخاص، و تمت المناقشة بين النظراء الأوزبكيين و السعوديين سبل التعاون في قطاعات الصحة، و الزراعة، و التجارة، و الطاقة، و البتروكيميائيات.

جرى خلال الجلسة إستعراض الفرص الواعدة للنمو الاقتصادي و الاستثماري للشركات السعودية و الأوزبكية في المملكة و أوزبكستان. عقب ذلك، عُقد مجلس الأعمال الأوزبكي السعودي، حيث التقى مجموعة من ممثلي القطاع الخاص في أوزبكستان و المملكة بهدف تعزيز و تنمية الأعمال التجارية بين البلدين الصديقين.

و تم التأكيد خلال الجلسة بأن: "أطلقت جمهورية أوزبكستان و المملكة العربية السعودية مسيرةً و شراكةً تستهدف تنفيذ خطط اقتصادية طموحة، ترمي إلى تنويع الاقتصاد و مصادر الدخل الوطني، و ذلك عبر تطبيق مجموعة واسعة من الإصلاحات، مستفيدتين في ذلك من مكانة البلدين كمراكز للتجارة و الاستثمار بين دول العالم، و لا شك أن البلدين قادران على الارتقاء بالشراكة الأوزبكية السعودية إلى آفاق أرحب".

و الجدير بالذكر أن الصندوق السعودي للتنمية من جهته يتعاون مع أوزبكستان كمؤسسة مستقلة و من جهة اخرى يقوم بنشاطاته في إطار مجموعة التنسيق العربية (تضم البنك الإسلامي للتنمية و الصندوق السعودي للتنمية  والصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية و صندوق أبو ظبي للتنمية  وصندوق OPEC للتنمية الدولية)، وخلال السنوات الماضية ساعد و دعم الصندوق السعودي للتنمية في تنفيذ عدد كبير من المشاريع في أوزبكستان حيث يعتبر مشروع "إنشاء جزء طريق سمرقند - غوزار المعبد" من أهم المشاريع التي تم تمويلها من قبل الصندوق السعودي للتنمية و قيمته الإجمالية 100 مليون دولار أمريكي، علما أن حصة الصندوق السعودي للتنمية في تنفيذه بلغ 30 مليون دولار أمريكي، و مشروع إعادة إنشاء محطة "آلات" للضخ الواقعة في محافظة "بخارى" و مشاريع "إعادة إنشاء و ترميم شبكات مشاريع الري و الصرف الصحي في محافظتي جيزاخ و سيردريا" و إعادة بناء و ترميم و تجديد الأجهزة الرئيسية الخاصة بجمع المياه في محافظة خوارزم و أيضا المشاريع التي تخص مجالات الكيماويات و التعدين و إنتاج مواد البناء و الزراعة.

كما ساهم الصندوق السعودي للتنمية في تمويل تشييد و بناء المدارس الثانوية و المراكز الطبية و تجهيزها التقني في أوزبكستان، بالإضافة إلى تمويل المشاريع الخاصة بحفر الآبار في بلدنا، حيث إن إجمالي المشاريع التي قد تم تنفيذها في أوزبكستان حتى الآن بدعم من الصندوق بلغ ما يقارب 20 مشروعا تشمل مجالات الرعاية الصحية و التعليم و الطاقة و النقل و المواصلات و تنمية المرافق العامة بأوزبكستان.

و يجب الإشارة الى أنه الصندوق السعودي للتنمية قد نفّذ برنامج توريد معدات طبية عالية التكنولوجيا الي مراكز الطبية المختصة في الجمهورية بالإضافة الي منح مساعدة غير مستعادة لتنفيذ بعض المشاريع التي تشمل مجالات الثقافة.

كل ما ذكرته أعلاه هو أساس متين للعلاقات الأوزبكية السعودية، مما يساعدنا في المحافظة على العلاقات الثنائية رغم أى ظروف و تحديات.