الامتياز من الحلول المهمة لرواد الأعمال

الأربعاء
16.01.2019
الامتياز التجاري أحد الحلول المهمة لرواد ورائدات الأعمال
 

سيدة الأعمال هيا بنت إبراهيم السنيدي

الامتياز التجاري أحد الحلول المهمة لرواد ورائدات الأعمال

 

حوار: رئيس التحرير

أكدت سيدة الأعمال هيا بنت إبراهيم السنيدي، أن الامتياز التجاري أحد الحلول المهمة لرواد ورائدات الأعمال، خصوصًا أنه يجعل الكثيرين لا يبدؤون مشوارهم من الصفر. وقالت هيا السنيدي، رئيسة مجلس إدارة سنيدي أكسبو لتنظيم المعارض والمؤتمرات، في حوار مع مجلة الفرنشايز، إن الامتياز التجاري يناسب أكثر من 75 فئة مختلفة لتصنيف الأعمال، مثل: خدمات المطاعم، وأعمال الدعاية والإعلان، وخدمات الطباعة والنسخ، وخدمات الكمبيوتر والفنادق، ووكالات السياحة والسفر والتسويق العقاري والتدريب، وخدمات الدعم الأخرى. إلى الحوار..

 

• ماذا يعني لك اختياركم كأول سيدة سعودية في اللجنة الإشرافية للبرنامج الوطني للمعارض؟

أشعر بمزيد من الفخر والاعتزاز بحمل لواء المرأة السعودية في اللجنة الوليدة التي يترأسها صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز، رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، لا سيما أنني أستند على جدار قوي جدًا في هذا القطاع الحيوي المهم، ولدي الكثير من المقترحات والرؤى التي ستساهم، بمشيئة الله، في تطوير البيئة التحتية لصناعة المؤتمرات والمعارض.

 

• وما أهم الأفكار التي يمكن أن تنهض بصناعة المعارض والمؤتمرات في السعودية؟

ملفات التطوير عديدة ومتشعبة للنهوض بهذه الصناعة، لكن أهم الاقتراحات التي تحتاج إلى تحرك، من وجهة نظري، إنشاء مركز دولي للمعارض في جدة، يستوعب الحركة المتنامية التي يشهدها السوق، وزيادة أماكن الإقامة وتحسين إجراء دخول المعدات من الجمارك وتحسين عملية الحصول على التأشيرات، مع تطوير أساليب تنظيم الفعاليات والتسويق خصوصًا في المؤتمرات الدولية.

 

• وما الدور المنوط باللجنة الإشرافية للبرنامج الوطني للمعارض؟

دور اللجنة الإشرافية للبرنامج الوطني للمعارض لا ينحصر في تطوير هذه الصناعة وجعلها أحد مصادر الدخل الوطني فقط، بل مواكبة تطلعات قيادتنا الرشيدة في إحداث نقلة حقيقية جبارة تنسجم مع التغييرات التي يشهدها الوطن لتحقيق مرتكزات رؤية 2030 وبرنامج التحول الوطني، ومن الطبيعي أن تساهم اللجنة في مواجهة كل التحديات والمعوقات، وأن تكون صوت القطاع الخاص والمستثمرين في هذا القطاع وتحقق الشراكة بينها وبين القطاع العام.

 

• وكيف تنظرين إلى مستقبل صناعة المعارض على ضوء رؤية 2030؟

سوق المعارض والمؤتمرات يحقق نموًا متزايدًا وقادرًا على أن يكون أحد القطاعات المهمة في الرؤية، فهو يملك قدرة كبيرة على توفير الكثير من الوظائف المباشرة وغير المباشرة سنويًا، في ظل المكانة الكبيرة التي تتمتع بها المملكة على صعيد العالم الإسلامي ومحورها العربي، ومع توفر البنى التحتية وسهولة الأنظمة ومجموعة من الإجراءات التي تكفل تنظيم هذه الفعاليات، إضافة إلى الخبرات التي اكتسبتها المملكة في الآونة الأخيرة في تنظيم المؤتمرات.

 

وهل تؤكد الأرقام أننا نسير في الطريق الصحيح لإنجاز خطة تطوير المعارض؟

نسبة النمو التي يشهدها اللقاء تدعو للتفاؤل.. فقد أكدت الإحصاءات الرسمية أن المملكة احتضنت خلال عام 2017 المنصرم، 10129 فعالية مرخصة من البرنامج الوطني للمعارض والمؤتمرات، بزيادة 16% مقارنة بعام 2016، واستحوذت قطاعات الرعاية الصحية والتعليم والتقنية والاتصالات على الحصة الأعلى من فعاليات الأعمال من بين 22 قطاعًا اقتصاديًا مستهدفًا، بينما حصدت منطقة الرياض النسبة الأعلى من فعاليات الأعمال بنسبة 47%، تليها منطقة مكة المكرمة 32%، والمنطقة الشرقية 17%.، وتتجاوز العوائد السنوية للقطاع ما يزيد عن 5 مليارات ريال سنويًا.

 

• أنت صاحبة تجربة غنية وقديمة في مجال المعارض والمؤتمرات، كيف دخلت هذا المجال؟ وكيف كانت البداية؟

قد يكون زوجي رجل الأعمال محمد الفضل، السبب وراء دخولي هذا القطاع قبل ما يقارب من 12 عامًا.. حيث كنت أعمل في مجال الأزياء والملابس النسائية، لكن دعمه دفعني إلى الاتجاه لصناعة المعارض التي تعتبر الحصان الرابح في سباق التنمية، وتحتاج جهدًا وخبرات تنظيمية كبيرة. البداية كانت بتأسيس شركة السنيدي أكسبو عام 1992 كإحدى شركات مجموعة الفضل، واستشرافًا للمستقبل قررنا الدخول في شراكة مع شركة ريد العالمية لتنظيم المعارض عام 2011، وساهم هذا التحول في تحقيق نقلة نوعية على مستوى التنظيم والتسويق، مستفيدين من خبرة ريد التي تنظم 500 معرض في 39 دولة سنويًا تغطي قرابة 50 قطاعًا مختلفًا.

 

• وما أهم التحديات التي واجهتك؟

وجدت الكثير من الصعوبات والتحديات عندما دخلت هذا القطاع، حيث كان القطاع حكرًا على الرجال، ولا توجد أنظمة وتشريعات تنظم مهمة المرأة في الاستثمار مع أنظمة غير واضحة، كان الأمر يحتاج إلى إرادة وعزيمة، فقد جربت طعم الفشل في البداية، لكني كنت أُومن أن العثرات القوية بداية النجاح، وبالفعل استفدت من تجاربي ودرست كل خطواتي حتى شققت الطريق بمساعدة زوجي وأهلي وصديقاتي، ولا أنسى دور الإعلام المحفز الذي ساعدني على تخطي الكثير من الصعوبات.

 

• تعددت الشركات المنظمة للمعارض، هل ترين ذلك مناسبًا، أم أن السوق يحتاج إلى المزيد، أم إلى نوع من الاندماج بين هذه الشركات لتعزيز حضورها؟

أُومن بأن السوق السعودي هو الأقوى والأكثر متانة في منطقة الشرق الأوسط، وهو قادر على استيعاب الكثير من الشركات سواء المحلية أو الدولية، ولا شك أن التنافسية تخدم الوطن في جميع القطاعات وليس في المعارض والمؤتمرات فقط، ولا شك أن التحالفات والاندماجات هي الخيار الأفضل لوجود كيانات كبيرة وقوية قادرة على التحدي ومواجهة المنافسة العالمية.

هل تنصحين المرأة السعودية بأن تدخل هذا القطاع وتستثمر فيه بدون خوف أو تردد؟

بل أنصح المرأة أن تستثمر في جميع المجالات وكل القطاعات.. فالوطن لن ينمو ويتطور بنصف موارده البشرية فقط، فلا بد أن تكون شريكًا أساسيًا في التنمية، والاستثمار الناجح يجب أن يقوم على خبرات جيدة، وحسن إنفاق رأس المال والوعي بسبل التواصل مع العملاء، والمرأة متميزة في الاهتمام بالتفاصيل الدقيقة التي ستقودها للنجاح، لكن المهم أن تؤمن بقدراتها، وتكون مدركة من البداية بأن سوق العمل ليس مفروشًا بالورود فهناك الفشل والنجاح، فالإخفاق هو التجربة التي تسبق النجاح؛ لذا أقول لكل فتاة أو رائدة أعمال سعودية، تسلحي بالعلم والإيمان والإرادة وتقدمي بدون خوف لقطاع الأعمال.

 

• حققت نجاحات كبيرة في المعارض التي قمت بتنظيمها وكان منها معرض الامتياز التجاري بالرياض.. كيف جاءت فكرة المعرض، خاصة أنه كان الأول من نوعه؟

لدينا رؤية وقراءة بأن الامتياز التجاري أحد الحلول المهمة لرواد ورائدات الأعمال، خصوصًا أنه يجعل الكثيرين لا يبدؤون مشوارهم من الصفر.. بل يشاركون في عمل ناجح ويرون التجربة أمام أعينهم، ولا شك أن القطاع يمكن أن تحقق نموًا سريعًا ومبهرًا في السنوات المقبلة.. وبالتالي تعمدنا أن يكون معرض الرياض الذي جرى تنظيمه خلال شهر فبراير 2018، منصة انطلاق لأصحاب حقوق الامتياز الراغبين في النمو والتطور، ويهيئ بيئة تعزز روح الريادة لدى السعوديين، ويتيح فرصة التفاعل والتعاون المشترك الجاد مع المستثمرين الحاضرين من السعودية وشتى دول العالم.

• وما الأهداف المرجوة منه لنشر ثقافة الامتياز بالمجتمع؟

أهداف عديدة، فهذا القطاع يتوقع أن يحقق نسبة نمو تتجاوز 12% حتى 2020م، ويفتح الباب على مصرعيه أمام شباب الأعمال للحصول على فرص استثمارية تجارية وصناعية ناجحة، ويتيح لهم فرص التواصل مع شركات عالمية عريقة، علاوة على أنه فرصة أيضًا لتصدير المنتج السعودي الناجح إلى الدول الخليجية والعربية.. وبالتالي غزو الأسواق العالمية بمنتج وطني على درجة عالية من الجودة.

 

• كيف وجدت المشاركة رغم أنها التجربة الأولى؟

جاءت المشاركة في مستوى الطموح.. حيث جذب المعرض خلال أيامه الثلاث أكثر من 15 ألف زائر، وهو أمر يعني مؤشرًا كبيرًا لكل المهتمين بمستقبل الفرنشايز، خصوصًا قبل صدور قانون للامتياز التجاري من قبل وزارة التجارة والاستثمار، وقد أعطت المشاركة الكبيرة مؤشرًا على الرغبة الكبيرة لدى رواد ورائدات الأعمال السعوديين على الاستفادة من الفرص الاستثمارية المتاحة في هذا القطاع الحيوي الذي يشكل أحد مرتكزات رؤية 2030، مع حضور 118 شركة تمثل 11 دولة عرضت عددًا كبيرًا من العلامات التجارية.

 

• هل تفكرين في إقامة معارض مماثلة للامتياز في جدة أو الرياض وربما تكون دولية أيضًا؟

النتائج المبهرة للمعرض التي تمثلت في إبرام رواد أعمال سعوديين عدة اتفاقيات ومذكرات تفاهم مع مستثمرين محليين وعرب ودوليين يملكون علامات تجارية شهيرة، يحفزنا لإقامة نسخ مقبلة من المعرض، والنجاح الذي تحقق في معرض الرياض يجعلنا أكثر تفاؤلًا بمستقبل كبير لهذا القطاع، خصوصًا أن ورش العمل التي جرت على هامش المعرض شهدت إقبالًا غير مسبوق من قبل الحاضرين، وتفاعلاً كبيرًا من وسائل التواصل الاجتماعي.. وبالتالي فمن الطبيعي أن نقيم معارض مماثلة في الرياض وجدة وكذلك معارض دولية بمشيئة الله تعالى.

 

• هل تتوقعين انتشار الامتياز التجاري بين الشباب مستقبلاً؟

كل المؤشرات تذهب إلى ذلك.. خصوصًا أن الامتياز التجاري يناسب أكثر من 75 فئة مختلفة لتصنيف الأعمال، مثل: خدمات المطاعم، وأعمال الدعاية والإعلان، وخدمات الطباعة والنسخ، وخدمات الكمبيوتر والفنادق ووكالات السياحة والسفر والتسويق العقاري، والتدريب وخدمات الدعم الأخرى، والسوق السعودي يتميز بمناخ استثماري رائع، والكثير من المميزات التي تجعله أرضًا خصبة للامتيازات التجارية المحلية والخليجية، بعد تشبعه من العلامات التجارية العالمية، حيث يتسم المستهلكون برغبتهم في تجربة كل ما هو جديد، وتمركز غالبية السكان في المدن الكبرى ووجود بنية تحتية متطورة.

• ما هي التحديات والعقبات أمام انتشار ثقافة الامتياز التجاري؟ وماذا يحتاج السوق لنشر هذه الثقافة؟

ورش العمل والجلسات العلمية التي شهدها معرض الرياض حددت بوضوح أهم التحديات التي تمثلت في بعض المخالفات التي يقع فيها عدد من مانحي الفرنشايز عبر توقيع عقود بمنح علاماتهم التجارية لبعض رواد الأعمال والمؤسسات الصغيرة والقيام بمنافستها في نفس الوقت، فمن المهم وضع لوائح وأنظمة عادلة تضمن حقوق جميع الأطراف (المانح والممنوح)، ولا بد من وجود ضوابط تمنع بعض المخالفات الأخلاقية التي تحدث في السوق، ومن المهم أيضًا تمييز بعض فئات المجتمع مثل ذوي الاحتياجات الخاصة والمتقاعدين، وأن تكون هنالك مرونة في المنح، مع إعطاء مستشار الفرنشايز المساحة الكافية لقراءة العقود ومعرفة ما فيها، وتوحيد جهات الدعم مع تسهيل شروط التمويل.

 

• أخيرًا.. ما هي نصائحك لشباب الأعمال، ولا سيما المتوجهين للاستفادة من الامتياز التجاري؟

السبب الرئيسي وراء الإحباط الذي يصيب شباب الأعمال في كل القطاعات وليس الامتياز التجاري فقط، هو البحث   عن النجاح السريع.. وغلق المشروع أو الهروب مع أول فشل.. وكما أكدت من قبل، قد يكون التعثر هو بداية النجاح، المهم الاستفادة من التجربة، وعلى الشباب أن يأخذ بكل وسائل التقنية الحديثة، ومنها وسائل التواصل الاجتماعي التي باتت تستهوي كل الشباب والفتيات والمجتمع بشكل عام، سواء في التسويق أو الانتشار، ولا شك أن الاستثمار الجيد لهذه الوسائل، سواء في الإعلام أو التسويق، أو حتى التواصل مع الشركات الأخرى، يساهم في تحقيق عوائد على المدى البعيد، ويؤدي إلى المزيد من النهوض والتنمية، وأهم من كل ذلك الإرادة القوية ووضع أهداف واضحة.

 

• ختامًا.. ما هي تطلعاتك المستقبلية؟

طموحي منافسة المعارض العالمية في أوروبا وشرق آسيا، وأن تصبح السعودية محط أنظار العالم كله في قطاع المعارض والمؤتمرات. وعلى المستوى الشخصي، أطمح إلى أن تفتتح «سنيدي أكسبو للمعارض» فروعًا لها في دول الخليج. 


من فضلك زودنا بالاتي
من فضلك زودنا بالاتي
If you see this, leave this form field blank