زولوتوفا: الرياض عاصمة عالمية للتصميم

داريا زولوتوفا   المؤسِّسة لـ ARTDOM، إحدى أبرز المستثمرات في المشهد الثقافي بالشرق الأوسط، تستعد لاستضافة أول مؤتمر رئيسي لمنتدى الفن في الرياض خلال شهر نوفمبر المقبل،  وتخطط لإطلاق أول فعالية ARTDOM في دبي عام 2026 .

 منذ صغرها، أظهرت داريا موهبة فطرية في الجماليات والإبداع، ما دفعها لدراسة الثقافة والتصميم والحصول على درجة علمية في هذا المجال، قبل أن تبدأ مسيرتها المهنية في تنظيم الفعاليات الثقافية وعروض الأزياء، مفضِّلة العمل باستقلالية والحفاظ على حريتها الإبداعية.
 ومع مرور الوقت، تعزَّز شغفها بابتكار مشاريع تمزج بين الجمال وسرد القصص والبعد العاطفي، ليتسع نطاق خبرتها ويدفعها إلى عالم تصميم الأثاث والديكور الداخلي.

 خلال جائحة كوفيد-19، أسست داريا منصة ARTDOM، وهي مفهوم مبتكر يجمع بين المعرض والمنتدى، مخصص للأثاث القابل للاقتناء، والديكور الداخلي، والتصميم المعاصر، يهدف إلى جمع أبرز العلامات التجارية والمصممين العالميين مع جمهور يتمتع بذوق رفيع. يشمل المشروع جولات تصميمية، فعاليات خاصة وشراكات استراتيجية مع وجود ممثلين في إيطاليا ودبي والبرازيل وكازاخستان.

على مدار السنوات، استقطبت ARTDOM أكثر من 120,000 زائر وقدَّمت أكثر من 1,200 علامة تجارية، حيث شكّلت العلامات الدولية نصف المشاركين، بينما استحوذت العلامات الإيطالية على نحو 80%، في دلالة واضحة على عمق الروابط مع إرث التصميم الأوروبي.

فلسفة التصميم
 بدأ شغف داريا بالتصميم منذ طفولتها المبكرة، إذ تمتلك إحساسًا فطريًا عميقًا بالجمال تصفه بـ"فلتر الجمال الداخلي" الخاص بها. من الخامات والخطوط الانسيابية إلى التناغم المعماري، ترى الجمال في التفاصيل الدقيقة وفي تحقيق التوازن.
 تستمد إلهامها من مزيج متنوع من التأثيرات العالمية؛ فهي تستوحي من الأناقة الأوروبية، لا سيما العمارة الإيطالية وجماليات باريس في حقبة هاوسمان ذات الطابع المنظَّم، وفي الوقت نفسه تنجذب إلى الجرأة والحجم المهيب للمدن العصرية مثل دبي.
 ورغم أنها لا تنتمي إلى مدرسة تصميم وطنية محددة، فإن أسلوبها يتميز بالتناغم الزمني والبعد العاطفي، متجاوزًا حدود الجغرافيا.

لماذا الشرق الأوسط؟ ولماذا ARTDOM في الرياض؟
 ترى داريا أن الشرق الأوسط، والمملكة العربية السعودية على وجه الخصوص، يدخلان عصرًا جديدًا من النهضة الإبداعية، حيث تبرز الرياض بسرعة كإحدى العواصم العالمية للتصميم، ما يجعلها المسرح المثالي لعرض ARTDOM. وتتمثل رؤيتها في دمج الخبرات التصميمية العالمية مع الثقافة والتاريخ والقيم المحلية، لخلق حوار ثقافي يُثري جميع الأطراف.
 ومنذ أيام دراستها الجامعية، أبدت داريا اهتمامًا عميقًا بالثقافة الشرقية، وهي تنظر إلى ARTDOM كمؤسسة ثقافية متكاملة وليست مجرد معرض، إذ تعمل بالشراكة مع الحكومات والمتاحف والمؤسسات التعليمية ورعاة الفنون لدفع عجلة القطاع وتعزيز التبادل الثقافي.

الرؤية التجارية للمنطقة

 يُمثّل الشرق الأوسط مزيجًا استثنائيًا من الطموح الاقتصادي والنهضة الثقافية. هدفي هو ترسيخ مكانة ARTDOM كجسر يربط بين كبار رواد التصميم العالمي والمجتمع الإبداعي في المنطقة، من خلال إنشاء منصة تلتقي فيها الخبرة العالمية مع القيم المحلية، لينبثق عنها أفكار ومشاريع تُسهم في صياغة مستقبل التصميم في هذه المنطقة من العالم.

"الشرق الأوسط مزيج فريد من الطموح الاقتصادي والنهضة الثقافية. رؤيتي هي أن تكون ARTDOM جسرًا يربط بين رواد التصميم العالميين والمجتمع الإبداعي الإقليمي، لنبتكر معًا أفكارًا ومشاريع ترسم ملامح مستقبل التصميم مع الحفاظ على الإرث الثقافي."

النظرة المستقبلية: رؤية لخمس سنوات في المملكة العربية السعودية
 تطمح داريا إلى أن تتحول ARTDOM إلى منظومة إبداعية مستدامة تضم المصممين والمعماريين والعلامات التجارية الفاخرة والعملاء المميزين. وخلال الأعوام الخمسة المقبلة، تسعى المنصة إلى:

• بناء شراكات استراتيجية قوية مع القطاعين العام والخاص.
   
• المشاركة بفاعلية في أبرز الفعاليات الثقافية والتجارية.
   
• تطوير مشاريع رائدة تصبح مرجعًا ومعيارًا في المنطقة.

ترتكز هذه الرؤية على تنمية الثقافة، وبناء علاقات تجارية طويلة الأمد، وتعزيز التعاون الدولي.