هل من المفيد شراء افكار مشاريع تجارية ابتكرها آخرون؟

الثلاثاء
07.07.2015
ان دوافع شراء رخصة فرنشايز تعادل عكسها. يعتمد ذلك على الظروف التي سنتخذ فيها القرار.
 

اذا كنت تظن أن لديك فكرة مثالية فريدة من نوعها، على سبيل المثال خدمة لم تكن موجودة أو منتج جديد يحتاجه الجميع، فمن الاحرى بك ان تغامر بتأسيس شركة خاصة بك دون التفكير بالفرنشايز.

تُثبت الأمثلة التالية للأفكار الخلاقة من الأعوام الاخيرة، مثل محرك البحث "غوغل"، ومشروب الطاقة "ريد بول"، ومطاعم الاطعمة النباتية، بانه ما زال هناك متسع لأفكار جديدة سواء في مجالات الاقتصاد القديم والجديد. على الرغم من ان ابتكار افكار تدر ذهبا يعد أمرا نادر الحصول، الا ان ابتكار الفكرة شيء وتنفيذها شيء اخر.

إن أهم المصاعب التي تواجه الافكار الجديدة هي استهلاك رأس المال، فهي تتطلب نفقات كبيرة في المراحل الاولى من تنفيذها. اذا كنت لا تملك مبالغ نقدية كافية، يمكنك طلب المساعدة من الصناديق الاستثمارية او ما يطلق عليها حاضنات الاعمال التي تتخصص في دعم وتمويل الشركات الناشئة. في هذه الحالة يجب ان تأخذ بعين الحسبان ان عليك ان تتخلى عن جزء من ملكيتك للصندوق الاستثماري. على صعيد آخر على رجل الاعمال الذي يقرر تأسيس شركة خاصة به ان يتحلى بصبر كبير، أكبر بكثير مما لو أنه فكر بالانضمام إلى شبكات الفرنشايز، حيث يمكن الوصول إلى الحد الأقصى من الدخل خلال عام واحد على أبعد تقدير. تُظهر الأمثلة المذكورة بأنه حتى افضل افكار المشاريع التجارية مثل "ريد بول" نمت في البداية ببطء، وبدأت بالتسارع بعد حوالي 10 أعوام من التأسيس.

تأسست "ريد بول" في العام 1987م ولم تعرف بشكل واسع حتى العام 1997م. تبيع الشركة حاليا ملياري عبوة مشروب سنويا. لم يأتي رجل الاعمال النمساوي بجديد – فمشروب الطاقة يعتمد على مشروب صحي منعش غازي خفيف من تايلند. وكما ذكر "Al Ries" في كتابه "سقوط الاعلان وارتفاع العلاقات العامة" فان هذا دليل على انه ليس من الضرورة ابتكار شيء جديد كليا كي تصبح غنيا ومعروفا. يجب التعرف على احتياجات المستهلكين وايجاد علامة تجارية وترسيخها في اذهان المستهلكين.

لوحاتكم الاعلانية، ومشروعنا التجاري

ولكن اذا لم تتمكن من ابتكار اية فكرة رائعة، لكنك تشعر بانك تملك القدرة على ادارة شركة، اضافة الى ذلك تملك رأس مال في البنك، فمن الجدير بك التفكير في ادارة مشروع تجاري يعتمد على الفرنشايز. الخيارات هائلة، حيث ان هناك بضعة مئات من العروض في السوق تشمل كافة المجالات. يتراوح حجم الاستثمار فيها من بضعة الاف الى بضعة ملايين من الدولارات. اهم ميزة للفرنشايز هي اننا نشتري افكارا مجربة، تمكن البعض من التربح من ورائها، وبفضل ذلك نشعر بامان اكبر. ولكن هذا لا يجب ان يلهينا - كم العمل في وحدة الفرنشايز هو نفسه كما في الشركات الاخرى. الفرنشايز لا ينتهي عند شراء حق استخدام الماركة والعلامة التجارية ولكن يعتمد على خطة عمل والتنفيذ اليومي للاستراتيجية الموضوعة. الفرنشايز جيد لمن يشعر بالراحة من وجوده في هيكل تنظيمي، حيث ان لديه حيز من الحرية، ولا ينزعج من رقابة وتعليمات مانح الامتياز.

هذه هي زبدة الفرنشايز، ماركة معروفة تجذب الزبائن، ارشادات يومية يقدمها مانح الامتياز وحملات تسويق على مستوى واسع، على سبيل المثال اعلانات تلفزيونية تملك شبكة الفرنشايز وحدها القدرة على القيام بها. يجب ان يتلقى ممنوح الامتياز تدريبا وان تقدم له المعرفة الفنية باستمرار. للأسف هناك تكاليف للفرنشايز – على ممنوح الامتياز ان يدفع رسوما اولية لمانح الامتياز مقابل رخصة الفرنشايز وبعدها رسوما جارية طوال مدة سريان عقد الفرنشايز. الاختيار ما بين الاستثمار في الفرنشايز او تأسيس شركة خاصة او التعويل على ضربة العمر تعتمد كلها على المستثمر: على ارادته وموارده المالية وشخصيته – خاصة قدراته على انتظار الارباح.