مستقبل الفرنشايز الخليجي

الجمعة
16.02.2018
أين نقف نحن الخليجيون من هذه السوق؟
 

مستقبل الفرنشايز الخليجي

الدكتور محمد بن دليم القحطاني

تشير الدراسات إلى أن سوق الفرنشايز العالمي سيصل حجمه إلى 5 تريليون دولار بحلول عام 2020 وستواصل أهم العلامات التجارية العالمية التي تعمل بنظام الفرنشايز انتشارها في معظم دول العالم. من هنا يتساءل كاتب هذه السطور، أين نقف نحن الخليجيون من هذه السوق؟ الأرقام تشير إلى أن حجم الفرنشايز في الشرق الأوسط حتى نهاية 2016 يتجاوز الـ100 مليار دولار وسيتضاعف هذا الحجم في عام 2020.

إن المتابع لقطاع الفرنشايز في دول الخليج يضع العديد من علامات الاستفهام، بل والتعجب بسبب الانحراف الخطير الذي تشهده الأسماء التجارية الخليجية التي لمعت في العقود الماضية بنشاطها وتميزت بجودتها وانفردت بجاذبيتها وتعددت فروعها وأصبح لديها فضول التوسع والانتشار محليًا وعالميًا. فمنها من هيأ نفسه بطريقة تقليدية لا تنسجم ومتطلبات العمل بنظام الفرنشايز الحديث، وأخرى لجأت إلى بيوت الاستشارات الأجنبية والمحلية وأصبحت بين نارين، نار غياب الوعي المعرفي بصناعة الفرنشايز من جانب المستشارين العرب، وبين نار قصور فهم ثقافة الأعمال الخليجية على أصولها من جانب المستشارين الأجانب. فمن خلال ما سبق ستُصدم الأعمال الخليجية الطموحة في مجال السلع والخدمات بشكل مذهل بهذا الواقع فيقل لديها طموح التوسع وتفقد نمط أعمالها المتميز وتختفي هويتها لتعود إلى المربع الأول.

إننا في هذا المقال نحاول أن نلتزم بلغة المنطق والشفافية والوضوح ليتسنى لمتخذي القرار في المؤسسات الخليجية ذات العلاقة بقطاع الفرنشايز للإسراع بوضع رؤى واستراتيجيات من شأنها أن تقفز بهذا القطاع إلى مستوى قوة الاقتصاد الخليجي المرتقبة الذي يتوقع بأن يكون سادس قوة اقتصاد في العالم بحلول عام 2020. إن قطاع الفرنشايز الخليجي يحتاج إلى منظومة متكاملة من خمسة عناصر أساسية هي:

1. الدعم اللوجستي الحكومي.

2. تحرك المؤسسات المالية الخليجية لخدمة هذا القطاع بشكل احترافي.

3. وجود مستشارين على قدر عال من النضج وعمق التفكير لوضع نظم الفرنشايز الصحيحة في قالب ينسجم وطبيعة الأعمال الخليجية ويرسخ هويتها بشكل احترافي ينسجم والمتطلبات العالمية.

4. تعزيز دور الابتكار التسويقي في نشر العلامات الخليجية بطريقة تعكس معها جاذبية هذه الأعمال.

5. تهيئة عدد من مكاتب المحاماة في خدمة هذا القطاع بما يكفل كتابة ومراجعة وتدقيق عقود الفرنشايز مع مراعاة القوانين المحلية والدولية.

وختامًا فإننا سنضع لهؤلاء المهتمين بقطاع الفرنشايز في دول الخليج مجموعة من القواعد التي يلزم اتباعها والتي من شأنها أن تحقق لأعمالهم النجاح المنشود والانتشار السريع وذلك على النحو التالي:

1- كن جذابًا: تأكد أن جاذبية نشاطك وعلامتك التجارية هي مفتاح انطلاقتك إلى عالم الفرنشايز الفسيح والمزدهر.

2- اعلم بأن عملاءك هم مفتاح نجاحك: من هنا لابد أن توثق لحظات هؤلاء العملاء وهم يتحدثون بكل اعتزاز عن نشاطك.

3- ابدأ في التغيير: لا تخف من ملاحظات عملائك، بل استمع إليها جيدًا ودونها واعمل على تحقيقها.

- كن مخترعًا لأفكار تضاف لنشاطك: عليك أن تخلق هذه الأفكار العظيمة التي تلامس فضول عملائك الحاليين وتجذب إليك عملاء جدد.

5- سحر المواقع: كن موجودًا في معظم الأماكن محليًا ودوليًا ولا تجعل الحواجز بين الدول تعترض طموحاتك.

6- جدد في منتجاتك: لابد من مفاجأة عملائك من وقت لآخر بمنتجات وخدمات ذات قيمة مضافة لنشاطك.

7- ادعم ولا تتوقف: هنا لابد أن تتذكر بأن المستفيدين من نشاطك هم جزء لا يتجزأ من عائلة هذا النشاط، وهذا الدعم لابد أن يكون ملموسًا ومحسوسًا، ماديًا ومعنويًا.

وإلى لقاء آخر في عالم الفرنشايز الفسيح.

الدكتور محمد بن دليم القحطاني

مدرب ومستشار معتمد في الفرنشايز

Mohd_duliem@hotmail.com

DRMDMQ@

المصدر :مجلة الفرنشايز